راجع بعد الشوك ماضناني
لا استطيع أن أصف ما أحس به وأنا اعود للكتابة من جديد..فإحساسي كأني عائدة من صحراء التيه..هل تدركون هذا الإحساس..إنه يشبه احساس من يسافر لمدة طويلة ثم يعود فيجد ملامح شارعه قد تغيرت وملامح جيرانه قد تبدلت ..حتى ولده الذي تركه وهو صغير..عاد ليجد صوته مثل الديك الشركسي الذي يحاول الآذان للمرة الأولى في حياته..هكذا أنا الآن عائدة لا أعرف من منا َ الذي تغير ؟؟أنا أم انتم ؟؟ولنعد قليلاً معاً للوراءواسألكم كم كاتب منكم ألف كتاباً وكان لي شرف اقتنائه ولم احلله هنا على صفحات تلك المدونة..بل الله وحده يعلم انه في ذاك الوقت كان اللاب توب متعطل وكنت انزل إلى السيبرلأحلل مالم اتمكن من تحليله في المنزل ..وليس غروراً مني اعوذ بالله ولكنها مجرد حقيقة أن مدونتي على ما أظن كانت آنذاك مقروءة ومسمعة..ثم كان العام التالي وخرج كتابي "ومضات روح "للنور وانتظرت أياماً وشهور لعل احدمن الذين اشتروا كتابي مشكورين أو من الذين أُهدي اليهم..يكتبون كلمة واحدة أي والله (بعقد الهاء )كنت لا أريد منهم سوى كلمة واحدة :(قرأت كتابك واكثر ما أعجبني كذا وأقل ما أعجبني كذا)..والله كنت لا أطمع في أكثر من ذلك ..الصمت التام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟إذن فليس لي مكان بينكم فلأخرج في صمت ..وذهبت إلى الفيس بوك وياليتني ماذهبت ..الكل اصبح نظام قهاوي ولغة قهاوي والكل اصبح يفهم تمام الفهم في السياسة والاقتصادوالحرب وما يجري في السجون ولو استشهد عسكري فالشرطة هي اللي موتته ولو قتل الضباط والجنود في قسم كرداسة مش عارفين مين اللي موتهم..وياويله ياسواد ليله اللي يعلق تعليق مايعجبش أحد الطرفين..الشتايم المنتقاة والألفاظ البذيئة..وكأننا كما قلت في مقهى في حارة في زقاقفي أقذر المناطق الشعبية فيكي يا مصر وتناسى هؤلاء وأولئك أن معهم ملايين يقرأون ويشاهدون تلك الترهات..قولوا لي بالله عليكم هل انتظر الضغط ليصبح متلازماً مع السكر ؟؟أم أنجو بنفسي وابتعد قليلاً..وابتعدت ..والحق يقال أنه كانت تصلني من وقت للآخر دعوات من ابراهيم رزق بالنيابة عن البعض بالتجمع في مكانٍ ما ولكني كنت صحياً ونفسياً غير قادرة على هذه التجمعات..فاشكر للجميع ذلك ..أما أمل زيادةفلقد صنعت معي موقفاً لن أنساه ما حييت..ففي صيف 2012أي بعد ظهور كتابي بعدة أشهر أرسلت لي أخيها وأخذت مني بعض النسخ من الكتاب لتوزعه بمعرفتها -كما توزع كتابها - في بعضمكتبات مدينة نصروهذا الذي فعلته أمل يدل على أنها تملك مع حسها الأدبي الرفيع ..حساً انسانياً بديع ..ثم كان ما أثلج صدري :أخبرني ابراهيم رزق أني مرشحة كضيفة شرف أنا ومدام حنان (شمس النهار)وشخصية ثالثة على ما أظن الكاتبة الأستاذة براء..وذلك في الحفل السنوي للأدب النسائي"نون النسوة "ثم كانت الدعوة من ابنتي الفاضلةرحاب الخضري..وكانت تلك الدعوة بمثابة القشة التي تعلقت بها للخروج من حالة الإحباط التي مررت بها ومن حالة الوهن النفسي والجسدي التي كنت غارقة فيها من رأسي حتى قدمي..فشكراً لرحاب وشكراً لكل القائمين على هذا الحفل وشكراً خاصاً جداً للذي وضع اسمي ضمن تلك القائمة التي اشرف بأن أكون واحدة منهن ..للجميع شكري وتحياتي وإن كنت عتبت على البعض فذلك من فرط الود..لكم مني كل تحية واجلال وحب ..ودعواتكم لي ألا أتوقف..عن حبكم ..