ملحوظة هامة :أعتذر لرفع البوست السابق لأن البعض للأسف من فرط خيالهم اعتقدوا انه قصة حقيقية ولذلك آثرت السلامة وهذا شيء يشرفني أن يكاد الخيال يبدو كالحقيقة ..آسفة لكم ولنا عودة ..
ما آخدش الفقير أنا ..!!
هم خمسة من الأولاد بنتان وثلاثة من البنين ..شاء لهم القدر أن يكون والدهم رجلٌ بسيط يعمل فراشاً في مدرسة ..لكنه من عائلة لها إسمها ففي الريف لايهم ماذا يعمل الرجل ولكن من عائلة من ؟ولو اجتمع المال مع الجاه فأنعم به..وكبر الأولاد وتزوجت إحدى البنتين أما الأخرى فقد فاتها قطار الزواج ورضيت بما قسمه الله لها ..أما الأولاد فقد تزوج ثلاثتهم وكلما تزوج ولد كان يعيش في غرفة من غرف المنزل المبني بالطوب اللبن ..بعضهم تزوج قبل وفاة والدهم والأصغر تزوج بعد وفاته ..عندما ذهبت لزيارة هذه الأسرة التي كان والدهم هو "ريس " المدرسة التي عملت بها في بداية تعييني ..اقول عندما زرتهم مؤخراً بعد سنوات من الغربة نعم الغربة فأنا بينهم كنت أحس أني وسط أهلي وكنت ما زلت في فترة الشباب وما ألفت حياة الريف قبل ذلك فقد خرجت من القاهرةلإحدى قرى الفيوم ..ولكنهم احاطوني ..رغم بساطتهم بكل ما تحيط به الأسرة إبنة من بناتها ..وظللت طول عمري احمل لهم ذلك الجميل ...وذلك الحنين لرؤيتهم ..وعندما ذهبت فوجئت وكأنني كنت معهم بالأمس القريب ..وكل منهم يقص قصة مما قصه عليهم والدهم رحمه الله..ويذكروني بزيارتي انا وزوجي لهم وكيف سميت الإبنة الصغرى على إسمي ..وبعد الترحيب والغذاء
أخذ ابنهم الأكبر الذي يعمل في أحد المحال التجارية بالقاهرة
وذهب في أجازة خصيصاً ليرحب بي مع والدته واخوته ..جلس وأخذ يحكي معي ويقص علي قصته في الزواج ..وان زوجته هذه لم يتزوجها عن حب ولكنها اختيار والدته ..وأنه حتى هذه اللحظة مازال يحب فتاة من القاهرة اغرم بها وكان مستعداً لإجابة كل طلباتهم إلا انه فوجيء بهم يطلبوا منه المستحيل ..انهم يطلبون منه أن يتزوج ابنتهم ويعيشا معهم في شقة والدها ..وهو الذي لا يستطيع أن يترك والدته ابداً ..وحاول أن يقنعهم ولكن هيهات ..وتركها وهو مغرمٌ بها ولكن إن كان الإختيار بينها وبين والدته فبالطبع ستكون كفة والدته هي الغالبة ..وفاتت السنون وقابلها بعد ذلك مصادفة وعلم منها ان والدتها لم تكن تريد ان تزوجها إياه حتى لاتضطر إلى العجين والخبيز وملء المياه ..وضحك كثيراً قائلا: هل مازالت فكرتكم عن الريف هي هذه الفكرة البالية ..ألم تدركوا ان هذه الأعمال لم تعد تقوم بها الفتيات الآن في القرى وأن هناك من يستأجرن لمثل هذه الأعمال ..وبهتت فتاته لقد رفضته لأسبابٍ واهية ولم تكلف نفسها حتى لاهي ولا أهلها القليل من الجهد ليزوروهم في بلدتهم ليدركوا أن كل مخاوفهم كانت أوهاما..وأن نظرتهم المتعالية للآخرين قد اضاعت حباً شريفاً سيظل جرحه ينزف داخل قلب الرجل طوال حياته لأنه للأسف لم يستطع أن ينساها ..فهي حبه الأول والأخير ..