دنيا ودين ....

اسماء الله الحسنى

اعلم تماماً وقع هذه الجملة على الأذن واعلم مدى الإنتباه الذي

يجعلنا منصتين لما سيأتي من حديث ولذلك :

1-لكي لا يحدث تشويش على تلقي الآذان لما سيكتب على مر الأيام التالية من رمضان الكريم قررت ارجاء حل الفزورة

الى مابعد رمضان ..

2-نظراً لغزارة الجرعة الدينية فقد قررت فتح مدونتي الأخرى

"القلب الأخضراني "

وذلك ليكون هناك نوع من التقسيم والتخفيف حتى لايحدث

ملل وبالتالي انسحاب من مجلسٍ احسبه مجلس خير

إن شاء الله ..

3- قد عزمت النية ان تكون كل كلمة انطقها او اكتبها في هذه الأيام المباركة هي بمثابة صدقة جارية على روح زوجي

رحمه الله برحمته فلولا علمه الغزير الذي نهلت منه

وهو حي ومازلت انهل منه ومن الثروة الإيمانية

التي تركها لنا بعد وفاته ..لما استطعت ان اجمع لكم

شيئاً مما سترون ان شاء الله ..

4- ما سوف اكتبه هو قطر من فيض ..ولذلك ارجو ممن يريد الإستفسار عن شيء _حتى ولو لم يكن في سياق الموضوع الذي

اعرضه _فليسأل ولو كان تحت يدي المصدر للرد فسوف ارد والا فسوف اعتذر لأن الأمانة تستدعي ذلك

5- جميع ما سأتكلم عنه معلومات عامة او نبذة من بعض محاضراته الدينية ..

6-ربما اطمع منكم في الدعاء له ثم لي بالرحمة وان يتقبل الله

عنه وعني صالح الأعمال..

7-سيكون برنامج العمل ان شاء الله مقسوماً على المدونتين يومياً بالتبادل وعنوان المدونة الأخرى هو:

http://elqalbelakhdrany.blogspot.com/

وعلى فكرة كثيرين دخلوا وعلقوا هناك واهلاً وسهلاً بكم

وألآن هيا إلى العمل

بسم الله الرحمن الرحيم

اسماء الله الحسنى

منذ قامت الدنيا والإنسان يحاور نفسه ويتساءل

عن خالق هذا الكون ومبدعه ..ويظل هذا السؤال

يدور في ذهن كل مناّ ويتخيل مايروق له حسب عقليته

وثقافته عن سر هذا الخالق وكنهه ..تبارك وتعالى

عن كل شبيه ...

ومنذ الأزل تعلم الإنسان ان يتضرع الى

الخالق العظيم بالدعاء ..

فالدعاء هو صلة وثيقة بين الخالق والعبد ..

ومن مناّ لم يدرك معنى الآية الكريمة:

"قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم"

وصدقوني ..ان اعجز الناس من عجز عن التضرع والدعاء

"ادعوني استجب لكم "

".......فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعي اذا دعانِ"

وقد سهل لنا الطريق فقال سبحانه وتعالى:

"ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"

والرسول الكريم يقول :"ان لله تسعٌ وتسعون اسماً من احصاها دخل الجنة"

احصاها:حفِظها و وعاها وعدّها ودعا بها وكرر تلاوتها

عالماً بمعناها

والأسماءهي صفاته العلياوليست ذاته فليس في طاقةانسان ان

يتعرض للحديث في ذاته العليا

لقصور العقل البشري عن ادراك كنهها

ولهذا كُلفنابما في طاقتنامن تنزيه الأسماء

ونُهينا عن التفكر في ذات الله

وصرفنا الى التفكر في خلقه ..

قال صلى الله عليه وسلم "تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذاته فتهلكوا "

واعلم ان لكل اسم صفة ليست لغيره من الأسماء..

وهكذا يرى الذاكر بنور اليقين ماغاب عن افهام المخلوقين

ولا يزال يتقلب في خلع التجليات إلى ان تنقله العناية

إلى الإتصاف بالأسماء والصفات

وللأسماء تجليات شتى وأسرار لا تتناهى

وعظمة الأسماء اكبر من ان ينكشف عنها نقاب

"هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب "

فإذاحصل لك قبض قلت:ياباسط اصرف عني ما أنا فيه

وان كنت عاصيا قلت:ياتواب تب عليّ

وان كنت مريضاًقلت :ياشافي اشفني

والسعيد من وفقه الله فاشتغل بطاعة مولاه

غير معتمدٍ على عمله وتقواه

و(بقدر مراتب العلم تكون درجات المعرفة )

ملحوظة:سيتم شرح ذلك بالتفصيل بعد ذلك ..

واعلم ان لكل اسم من اسمائه تعالى باباًيوصل اليه

ومعراجاً يرقى عليه

وروحانية يصعد بها

ونهاية يقف عندها...

فتسير الدعوة في هذه المدارج

وتصعد على تلك المعارج

(لها شرحٌ بالتفصيل بعد ذلك )

فهيا إلى ذكر الأسماءولا يكن همنا العمل فحسب

بل الإخلاص في العمل

واعلم ان افضل الأذكار خفيها

واشرف الأنفاس احرّها

"ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ً ضنكاً"

فافتح بالذكر باب المراسلة فهو طريق المواصلة

واذا اردت علاج جسدك فعالج روحك اولاً

واحذر ان تكون عيناك ممن لاتعرف الدموع

واستعد للرحيل

--------------------------

فالسفر قريب والطريق طويل

والزاد قليل "ولا يُنبئك مثل خبير"

فيا اهل العهود :اوفوا بالعقود

فمن فتح باب الدعاء :فُتحت له ابواب السماء

واذكرأسماء الله على اي حال وفي كل زمان ولا تقيد نفسك بوقتٍ

ولا مكان ولا عدد..حتى لا يضيع عمرك في التسويف والكسل

وليكن قلبك خاشعاً ونفسك خائفة واجفة

واعلم ان الذكر في الليل افضل من النهار..

فالليل محل التجليات

والمهم الطهارة حساً ومعنيً

وكلما انتهيت ارجع من الأول

والرسول الكريم يقول "سبق المفردون ..قالوا وما المفردون يا رسول الله ؟قال:الذاكرون الله كثيراً"

(هناك نقاط فريدة سأقصها بكثير من التفصيل فيما بعد)

ومن الأهمية بمكان ان تتلو سورة الفاتحة الشريفة قبل الذكر وبعده حتى تستحضر روح الرسول الشريفة

ولنبدأ معاً بذكر اللسان

لننتقل الى ذكر القلب

ثم الى ذكر الروح

ثم الى ذكر السر وهو الشهود والعيان

وهنا يخرس اللسان ويغيب الإنسان في انوار العيان

والى هنا اقف بك يا سيدي المتلقي فإذا وجدت لكلامي هذا وقعافي نفسك ..فأحسست شوقاً لذكر ربك

فأنت المقصود بهذا الخطاب وان كنت غير ذلك فراجع نفسك وتذكر قوله تعالى "وهو معكم اينما كنتم "

وفي الغد مع تقديم شرح لبعض من الأسماء مع بيان بعض تجليات الذكر وحتى نلتقي استودعكم الله ورسوله

ملحوظة : الموضوع وتوابعه منقول بتصرف من

كتاب"في ملكوت الله مع اسماء الله"

للفقير الى الله المرحوم

عبد المقصود محمد سالم

رئيس جماعة تلاوة القرآن الكريم

يرجى كل من يقرأ الموضوع ان يقرأ له الفاتحة الشريفة

ويرجى كل من له اصدقاء يحب دعوتهم لهذه المائدة الممتدة طوال شهر رمضان ان يدعوهم وله ثواب الدعوة وشكراً