مسيرة الإنسان
إلى أمام ..أم إلى وراء؟+تحديث عن آدم وحواء
سألني الصديق العزيز والإبن الفاضل
خالد"سواح في ملك الله "عما فعله آدم بعد نزوله للأرض..
ولما كان هذا السؤال ليس له إجابة مباشرة في كتب القصص
التي تتعرض لحياة الأنبياء..وقد اثار في سؤال خالد
فضولي في البحث ..وبعد مشقة وجدت هذا المبحث في كتاب
"التفسير القرآني للقرآن "للعلامة عبد الكريم الخطيب
والمبحث بعنوان "مسيرة الإنسان الى أمام أم الى وراء ؟"
قال تعالى :"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم -ثم رددناه
اسفل سافلين -إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم
أجرٌغير ممنون "
في توكيد هذا الخبروهو خلق الإنسان في أحسن تقويم -
إشارة الى كثير ممن تشهدعليهم أفعالهم بأنهم ينكرون
خلقهم القويم هذاولا يعرفون قدره فينزلون الى مرتبة الحيوان
ويسلمون قياد وجودهم الى شهواتهم البهيمية
غير ملتفتين إلى ما أودع الخالق من عقل حمل امانة
أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها
وأشفقن منهافضيع الإنسان هذه الأمانة
ولاكها في فمه كما تلوك البهيمة العشب
وهذا ما يشير اليه قوله تعالى:
"ثم رددناه أسفل سافلين "
وانتقل من عالم الإنسان إلى عالم الحيوان
فلم يصبح إنساناً ولم يعد حيواناً
يقول الأستاذ الإمام محمد عبده عن الإنسان وخلقه في أحسن
تقويم و رده إلى أسفل سافلين " وما اشبهه -أي الإنسان -
في حاله الأولى-بثمرة التين -تؤكل كلها -لا يرمى منها شيء
..والإنسان - أي في حاله الأولى- كان صلاحاً كله
لم يشذ عن الجماعة منه فرد
تلك كانت ايام القناعة بماتيسر له من العيش
وشدة الإحساس بحاجة كل فرد إلى الآخر في تحصيله
وفي دفع العوادي عن النفس ..تنبهت الشهوات بعد ذلك
وتخالفت الرغبات فنبت الحقد والحسدوتبعه التقاطع
واستشرى الفساد بالأنفس حتى صارت الأمانة عند بعض
الحيوان ..أفضل منها عند الإنسان فانحطت بذلك
نفسه عن مقامهاالذي كان لها بمقتضى الفطرة
وقد كان ذلك ولا يزالحال اكثر الناس
فهذا قوله "ثم رددناه أسفل سافلين "
أي أن الإنسان كان في حياة الغابةبين الحيوان لا يتكلف
لحياته أكثر مما يتكلف الحيوان
كان في هذه الحياة خيراً منه في حياة المدن وما ولد له
عقله فيها من قوى سخربها الطبيعةواستودع منها كنوزها
المودعةفي كيانها..
ولو صح ما قاله الإمام لكان معناه ان الحياة الإنسانية
تسير إلى الوراءوهذا مالا تسير عليه الحياة
ولا ماتقتضيه سنة التطور في الكائن الحي نفسه..فالإنسان
بدأ من طين ثم صار خلقاً سوياًفي أطوار ينتقل فيها من
أسفل إلى أعلى..كذلك الشأن في عالم النبات
وانه لأولى ان تكون هذه النظرة مقصورة على الأفراد في انواعها
لا على الأنواع في افرادهابمعنى أنّ الأفرادتدور في فلك محدود
يكون لها فيه شروق وغروب وصعود وهبوط
وازدهار وذبول ونضج وعطب ..
أما الأنواع- مع ما يقع في افرادها من تحول وتبدل-
فهي سائرة إلى الأمام أبداًمتطورة الى ماهو
أحسن وأكمل..والشاهد على ذلك الشرائع السماوية نفسها ..
فما كملت شريعة السماءإلا في الشريعة الإسلامية
التي التقت مع الإنسان بعد هذه الدورات الطويلة
الممتدةمن مسيرة الحياة الإنسانية
فهذا هو معيار الإنسان ووزنه الذي يوزن به !
ودورة الإنسان هذه على هذه الأرض هي دورة جزئيةفي فلك الوجود ..إذا غربت شمسه على هذه الأرض..
طلعت من جديدفي عالم آخر هو عالم الخلود ..
اما قوله تعالى "فرددناه اسفل سافلين"
فهذا حكم على الإنسان في أفراده لا في نوعه
فالإنسان -كفرد- يولد في أي زمن من أزمان
الحياة الإنسانية في أحسن تقويم بما أودع الله فيه من عقل مبصر
وفطرة سليمةثم ان كثير من الناس يطفئون نور عقولهم بأيديهم
ويغتالون فطرتهم بشهواتهم فيفسدون وجودهم الإنساني ويردون إلى عالم الحيوان ..
وقليلٌ منهم يحتفظون بوجودهم الإنساني -عقلاً وفطرة-فيكونون -شاهداً قائماًعلى أن الإنسان - -في كل زمن هو خليفة الله في هذه الأرض- وهو سيد على ما عليها من مخلوقات" وهذا ما يشير اليه قوله تعالى "الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجرٌ غير ممنون"فهؤلاء الذينآمنوا وعملوا الصالحات هم الإنسان
وهؤلاء هم الإنسان الذي يتناولمن ربه أجره كاملاً في الدنيا والآخرة وإنه لأجرٌيتكافأ مع هذاالخلق العظيم الذي خلق عليه في أحسن تقويملا يناله غيره من عالم الأحياء..
إنه اجرٌ مقدر بقدره ..محسوب بشرف خلقه ..
أما من نزلوا عن هذا القدر وتخلوا عن هذا الشرففلهم الأجر الذي هم اهله :"يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثويً لهم"
وهل للأنعام إلا أن تسمّن وتذبح ثم تكون وقوداً للبطون الجائعة !
إن الوجود في تطور وفي نماء وهذابعض ما يشير إليه قوله تعالى:
"يزيد في الخلق ما يشاء"(فاطر)
وإن نظرة في تاريخ الإنسانيةلترينا أنّ الإنسان في أول ظهوره
على هذاالكوكب الأرضيكان أقربَ إلى الحيوان منه إلى الإنسان
يسكن الغابات والكهوف ويعيش عارياً أو شبه عارٍلا يستره إلا ورق الشجر أو نحوه ..كما لا تزالشواهد من هذاقائمةفي البيئات
المتخلفةكما في الزنوج... والهنود الحمر ..
فهذا الإنسان البدائي كان ولا يزال محكوماً بغرائزه الإنسانية..
أما هذا الإنسان الذي شهد عهد النبوات فهو وليد حياة متطورة
قطع الإنسان مسيرتها في مئات الألوف من السنين
حتى أصبح أهلاً لأن يخاطب من السماء
وان تناط به التكاليف الشرعيةوأن يكون محلاً للثواب والعقاب
والنظرة التي يُنظر بهاإلى الإنسان على أن امسه افضل من غده
هي نظرة محصورةفي الوجود الذاتي للإنسان فهو يتطلع دأئماً إلى ماهو أفضل ..
وعدم رضا الإنسان عن واقعه يجعل الحنين إلى الماضي رغبة منبعثة من صدور كل انسان..
وتأسيساً على ذلك كان هذا الإحساس الذي يجده الإنسان دائماً من
تقديس الماضي وتمجيده..
فالحياة بخيروالإنسانية في طريقهامن الأرض إلى السماء
وليست في هبوط من السماء إلى الأرض
أما بعد فلعل في هذا المبحث ما يطفيء داخلنا بعض التساؤلات عن قول الحق سبحانه وتعالى "ثم رددناه اسفل سافلين"
تحديث عن آدم وحواء:
بعد ان كتبت هذا البوست ونشرته بالفعل جاءني المشاغب التاني
في أولادي "ابراهيم رزق "بخبرية عن عدد السنين التي عاشها
سيدنا آدم عليه السلام وهذا اضطرني الى أن اكتب لكم المزيد
عن ابونا آدم وأمنا حواءواسمعوا معي يابنو آدم ويا بنات حواء:
يحكى ان سيدنا آدم مكث في الجنة مدة مائة وثلاثون سنة قبل ان يُهبط به إلى الأرض,وقد اهبط الى ارض في الهند تسمى سرنديب
وقد اكمل آدم عمره على الأرض حتى بلغ الف عام ..
وفي قول في التوراة انه عاش تسعمائة وثلاثون عاماً
وقيل ان حواء ماتت بعد آدم بسنة وكان عمرها تسعمائة سنة
وماتت بجدة ودفنت بها ..
اما آدم فقيل انه دفن بالقرب من مكة في ارض تدعى الخيف
اما عن خلق حواء من ضلع سيدنا آدم فقد قيل ان آدم بالرغم من وجوده بالجنة إلا أنه استوحش "شعر بالوحشة"ولذلك خلق الله حواء من ضلع آدم الذي يحيط بقلبه "وهو ضلعٌ اعوج لأنه يحمي القلب من الأمام والخلف ..وقد خلقها الله من آدم وهو نائم حتى لا يشعر بالألم فيكرهها ..في حين أن حواء تلد وهي مستيقظة وتعاني من ألم الولادة ولكنها تحب وليدها على قدر ما تألمت في ولادته
وهذا سر ان جعل الله حواء هي التي تلد وليس آدم فهي تتحمل الألم اكثر ويزيدها الألم حباً وليس كرهاً..
وقيل ان أدم عندما أهبط في سرنديب مكث بها واعطى لبعض الأشجار رائحة من رائحة الجنة وقيل ان خير ارض الله هي هذه التي هبط فيها آدم (يقصد في الخصوبة والزراعات الجيدة)
أما حواء فهبطت في جدة ثم ازدلفا كلاً من آدم وحواءحتى تلاقيا في
مدينة "المزدلفة"ثم تعارفا في "عرفات"
وقيل ان سيدنا آدم ومن تبعه من قومه كانوا مسلمين بالفطرةوظل الإسلام بعد آدم الف سنةدون شرك أو كفر حتى ظهر الكفر بعد عهد نبي الله ادريس وجاء سيدنا نوح وكانت سفينة نوح (ولها حديث آخر)
مراحل خلق آدم (ستة مراحل)
1- التراب :" ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض
فجاء بنو آدم على قدر الأرض" الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم
"فجاء منهم الأسود والأبيض والأحمروجاء منهم السهل والحزن
والخبيث والطيب"
2-الطين :مزج التراب بالماءفأصبح طين (الماء طاهر والتراب طاهر)
3-طين لازب :طين متماسك يسهل تشكيله .
4-شكله الله بيديه الكريمتين فصار صلصالاً.
5-ترك الصلصال حتى يجف فأصبح حمأ مسنون.
6-جوفّ فصار كالفخار الأجوف
ابقاه الله امام الجنة "جسد بلا روح "لمدة اربعون يوماً
"هل أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً"
كان ابليس يقلب في آدم ويضربه على بطنه فيخرج صوتاً
وعندما رآه مجوفاً عرف أنه لن يتمالك نفسه عند الشهوة
"إن عبادي ليس لك عليهم سلطان"
تكريم الله للإنسان :
1- خلق الله آدم بيديه الكريمتين ولم يخلقه كباقي خلقه ب"كن فيكون "لكي يوقن آدم بضعفه واحتياجه لله
2-سواه:جملّ فيه من شكله
3-نفخ فيه من روحٍه
4-امر الملائكة ان يقعوا له ساجدين
خلق الله الملائكة من نور وخلق الجن من النار
وخلق آدم من مادتين غلاف خارجي : الجسد:من تراب الأرض
غلاف داخلي : الروح :من ملكوت السماء
نفخ الروح في آدم يوم جمعةفيه خلق آدم وفيه أدخل الجنةوفيه مات وفيه تقوم الساعة ..
خلق آدم بعد العصرمن يوم الجمعةفي آخر خلق في آخر ساعةمن ساعات الجمعةفيما بين العصر والليل
سنن يوم الجمعة :
1- الإغتسال
2-التطيب بالعطر
3-السواك
4-لبس النظيف من الثياب
5-التبكير إلى الصلاة
6-قراءة سورة الكهف
7-ساعة لا يصادفها عبد مسلم إلا أستجيب دعاءهوأعطاه الله إياه :الساعة الأخيرة قبل المغرب..
وأخيرأ ادعو الله ان اكون قد اوفيت وآسفة يا جماعة لن ارجع لموضوع آ دم تاني ..ومتهيألي عداني العيب وٌقزح ومتهيألي برضه اني "اتقنت " والا ايه ياخالد ؟
وغداً نلتقي ان كان في العمر بقية ان شاء الله ..