هذه قصة قصيرة من فيض خواطري ..ولعل اسمها يشدكم فتحسبون
أني فتحت الصندوق على مصراعيه وتطفوا التليفزيون وتسيبكم من المسلسلات التركي اللي حاتاكل دماغكم ..وتيجوا تسمعوا الحكايات دي افيدلكم ...
شوفوا يا حبايبي ..طبعا التربية بتختلف من جيل لجيل وما ترونه الآن
من أشياء طبيعية بل وأقل من الطبيعية بكتير ..كنا نراه نحن تصرفات
ياي..يعني ممكن الناس يتكلموا علينا..وييجي اسمنا في صفحة الحوادث..وصفحة
قيل وقال ..وصفحة حصل ..وحصل ..
ولذلك وبناءً على تعليمات السيد الوالد ومن قبله تعليمات
السيد يوسف وهبي ..ان شرف البنت زي عود الكبريت ..هو طبعاّكان يقصد عود كبريت النيل بتاع زمان ...اللي من أول مرة يولع ...وإلا لو كان عايش لغاية دلوقتي كان حايبقى له رأي تاني في حكاية عود الكبريت دي لأنه حالياًمابيولعش
ولا من المرة العشرمية ...
بأقول بناءًعلى تعليمات السيد الوالد التي زرعها في وفي اخواتي البنات من قبلي
ان احنا نمشي جنب الحيط أو جوة الحيط لو أمكن ..وبالتالي دخلت اخواتي البنات
كلية البنات لأنها الأتقى ومفيش فيها صبيان ومفيش بالتالي قعاد
على كافيتيريات ...وجئت انا بعدهم فدخلتها بخاطري
واللي تعرفه احسن من اللي ما تعرفوش ..وكان في هذا الوقت ..
ومازال ..فيه مترو الميرغني ده بقى مشواره من ماسبيرو..
بعد الإسعاف بمحطة للي يركب الترماي أبو سنجة ...!!!
ونركب المترو من أوله ويمشي طوالي لحد كلية التربية"ودي فيها صبيان وبنات
ياحليلة"ثم محطة روكسي ثم بعد كده بأربع محطات تيجي محطة كلية البنات
وينده الكمساري بأعلى صوته :ماسورة البنات اتفتحت يا عالم ..
حانجيبلهم عرسان منين دول كلهم ...
ويومياً على كده وكل كمساري وخفة دمه بقى ..
ويا سلام بقى لو جامعة عين شمس عملت عندنا مهرجان رياضي والا ثقافي
وتشوفوا منظر البنات وهم ملمومين حا ياكلوا الولاد اكل ..وطبعاً
لو البنات ليهم في الحاجات دي لازم يطلعوا بحاجة في نهاية المهرجان ..
خلوا بالكم انا باتكلم عن بنات وشباب في سن من 17لحد 22سنة..
المهم خلصت كلية البنات على خير ..وجه وقت التعيين ..
وزمان على فكرة كانت كليات التربية بوجه عام بنتعين بعد التخرج بشهرين..وجاء تعييني حسب رغبتي في .....................الفيوم .."تصفيق حاد "
وذهبت إلى مدرسة اعدادية تسمى طبهار ..نعم بلد المشمش في الفيوم ..
ويا سلام بقى على العيال وهمّ زفنيّ..الأبلة الجديدة جت ..الأبلة الجديدة
راحت..وبالفعل رحت ...رحت إلى أبي وانا ابكي ..
فالحال غير الحال تماماً ..وارياف زمان يا جماعة كانت غير ارياف دلوقتي تماماً..
المهم ابويا الله يرحمه وقع في حيص بيص ..وهو الذي كان يفتخر بأنه
كل ولاده تعليم عالي ..وها هي واحدة "عصيانة"...وكان الحل عند اخي الكبير ..
بعد ان اقنعني انه حاييجي معايا هو وبابا لغاية الفيوم ويشوفوا حل ..
وبالفعل ذهبنا ثلاثتنا وهناك أخذنا حنطور .."نعم حنطور"وبمنتهى التوهان
اللي باين في عنينا قلناله :لو سمحت عايزين الإدارة التعليمية ..فنظر الينا
الرجل متفحصاً ملابسنا وهيئتنا وتأكد من الوهلة الأولى
أنه أمام صيد ثمين ..وبالفعل اكتشفنا انه فعل الآتي:
لف بينا الرصيف اللي في الوسط وراح الناحية التانية
من الشارع ونزلنا وخد مننا يومها مبلغ ممكن يوصلنا من القاهرة للفيوم
يعني لو كان شاور لنا واحنا واقفين كنا حانشوف الإدارة...
وبالفعل في الإدارة قدرنا نعمل عملية نقل لبلدة أخرى فيها
مساكن داخلية للبنات واقمت فيها "ودي ليها حكايات تانية "
وكانت المدرسة مكونة من 8 فصول وانا بادي مادة العلوم
وهي بمعدل 4 حصص اسبوعياً لكل فصل
يعني كلها 32 حصة ..المهم كنت انا قايمة بالمدرسة
كلها ..لكن لو غبت يوم يبقى فيه 6 حصص مش حا يتاخدوا ..
وبالتالي كان لازم يجيبوا معايا مدرس ..يكمل الجدول ..
وجه المدرس ..انسان محترم جداً هاديء ..خد مني فصلين ب8 حصص
واشتغل اسبوع ..ولكنه كان لعبي ولا يتحمل المسئولية ..وصار ييجي
يوم ويتأخر يوم ..وهكذا كانت الفصول التي يدرس لها تتأخر عن باقي الفصول
التي ادرس لها انا واضطر في النهاية ان اعوضهم عن التأخير ..
وبالصدفة البحتة كان اسم هذا المدرس عنتر ..وكان الموجه ينفعل جدأ
ويقول ليه الإستهتار ده دا كده اسم مش على مسمى ..
وكنت في هذا الوقت في دورة تدريبية في الفيوم نفسها ..وقابلت
الأستاذ عنتر في التدريب ..وهنا نأتي عند نقطة التربية زمان
..لو كلمته ممكن قوي الزملاء يقولوا دول بيكلموا بعض..وكلام فاضي وخاصة ان احنا مش في المدرسة بتاعتنا ..وفي نفس الوقت لازم ابلغه التحذير بتاع الموجه ..
فكانت المسافة بيني وبينه تقريباً تلات بنشات يعني انا قاعدة مثلاً
في الصف التاني وهو في الصف الخامس ..وتخيلوا بقى لما ابلغه
ان الموجه بيقوله لازم تنتظم وما إلى ذلك في وسط كل هذا الزخم من الزملاء
وكإن بالضبط واحدة واقفة في حوش المحكمة وبتقول لطليقها حاتدفع النفقة والا تتحبس ..
وبالطبع لما جه المدرسة اعتذرت له وهو طبعاً كان فاهم الوضع كله ..
وعدّت حكاية عنتر ......وعبلة
شوفتوا بقى ان انا خدتكوا على خوانة