سنرجع يوماً..د.صابر عبد القادر
عن دار ليلى للنشر صدرت مجموعة الدكتور الشاب صابر عبد القادرالتي تحمل عنوان "سنرجع يوما "وهي تحكي على حد تعريف المؤلف بها مجموعة قصص عن قلوب مصرية تعيش معاناة هذا العصر بكل مافيه ..والكتاب فيه من القصص الكثير وكلها يضيء نقطة من ظلام كينونة هذا الكائن البشري الحائر بين القلب والعقل وبين الممكن والمستحيل ..
فهاهي الخطيئة تسير متمهلة تستند على ذراع الشيطان ..في ليلة قمرية على ضفاف النيل ..فيقف صاحبنا مكتوف الأيدي أمام مبررات واهية لتلك العمليات من التحول في سلوك البشر من النقيض للنقيض..
وهاهويلهمنا بقصة جديدة من معطف من قيود تحت عنوان "قيود الخير"
أما القدر وما يفعله بالبشر فلم يخلو كتابه من قصة تشدنا لذلك ولكن للأسف لم يستطع صاحبنا تغيير ما نحتت يد القدر في صاحبته في هذه القصة :"كنت أعرفها "
وهاهي الأم التي امضت عمرها فيخدمة اولادها وزوجها حتى باتت وكأنها مجرد قطعة من الأثاث أو إنسان آلي يعمل بلا روح ..وعندما قررت تركهم بعد أن ادركت انها لاتمثل لهم شيئاً ..عندها فقط احس الجميع بقيمتها وهي نفسها احست ان لاقيمة لها بدونهم في "لن أعود "..
وهاهو ينتقل بنا مع "آذان الفجر "لينتصر الضمير في الإنسان على شيطانه الأعوج ويعود إلى دواعي الخير الكامنة بداخله (وهذا بالتأكيد ما يمتليء به قلب صاحبناالكاتب )
اما "الليل موعدنا"فهي قصة قد تحدث لكثيرين من الشباب وايضاً لكثيرات من الفتيات ..عندما يتحول الإعجاب الشديد بمطرب أو مطربة إلى نوع من الهوس وأحلام اليقظة ..وهاهو صاحبنا يقع في غرام المطربة شيرين ويعيش معها في خياله قصة عشق مكتملة الفصول حتى يفيق في لحظة ليتذكر أنه لم يتناول حبات الدواء المساعدة له على الخروج من هذه الأعراض فينسحب من الحفل تاركاً ورقة تحمل داخلها عبارة لم تفهمها شيرين عندما قرأتها :(الليل موعدنا )..
أما "حكاية أم "فتحكي عما يمكن أن يراه الطبيب من حالات يتعاطف معها لكنه لايملك أن يغيرها ..وهاهي الحياة تقضي على حياة هذه الأم الصغيرة مختلة العقل ..ويبقى الفاعل حراً..ويبقى الظلم ما بقيت الحياة ..
"كلمات لن استجيب لها "وهي تجرنا إلى منعطف خطير هل نعيش بالحب وللحب ..أم نعيش بالمصلحة والماديات ؟؟ذلك ما تجاوب عنه تلك القصة ..
وهانحن نعيش مع كاتبنا في قصة "حب افتراضي "قد تحدث للكثير حين يحب عن طريق التليفون ..ثم يكتشف أن من أحبها على الطبيعة هي أخت لتلك التي خدعته فأحبها على التليفون..وآه مما تفعله بنا الحياة ..
وهاهو"أيوب العصر "يأخذنا معه في رحلته مع الزمان الذي حوله بكل ضغوطه من انسان مكافح مسالم إلى انسان قاتل يتمنى وينتظر حكم الإعدام حتى يتخلص من ذلك العالم القبيح غير المحتمل ..
وهاهو الآن يعيش ويعيّش بطلته في عالم الأحلام.."أحلام قبل النوم "مع ما تعايشه هذه البطلة وتتعايش معه كل ليلة من أحلام على صفحة اللاب توب ..كل ليلة في مكان ومع أناس يتلهفون مثلها للحظات حلم ..ولكن متى تتوقف هذه الأحلام ..ومتى تفيق صاحبتنا ؟؟!!
المرآة المكسورة !!
هي في الواقع تنهيدة وزفرة ألم يطلقها بطلنا الذي تطعنه الدنيا كل يوم وكل لحظة ليختار مابين أن يركب موجة تلك الحياة الفاسدةويعيش مع قومها أو يكون مناضلاً مقاوماً لتلك الموجة فتقتلعه وتلفظه من الحياة ....ترى ماذا سيكون الخيار؟؟
سنرجع يوماً..
تلك القصة التي استهل بها الكاتب مجموعته واختارها كعنوانٍ لمجموعته القصصية ..هي في الواقع تحكي عن "سماح"تلك الفتاةالتي عاشت حياتها تحلم بحياة اكثر سعة وبراحاً ..وبحبيبٍ تعيش معه وله حياة لم يعشها أحد من قبل ..حياة مفعمة بالحب والعشق ..حتى وجدت ضالتها ..في تلك الخطابات القديمة ..من إنسان عاش في زمن غير الزمان وأحب من قلبه فظنوه مجنوناً فاختار أن ينهي حياته ليعيشحياة أخرى حراً بعيداً عن هؤلاء الذين لايفهمونه ..ومن فرط تعلقها به إختارت سماح أن تلحق به عساها تعيش معه في عالم اكثر سعة وبراحاً ..وحباً..
-------------------
سلمت يداك يا دكتور صابرودائماً للأفضل إن شاء الله ..تحياتي
هناك 6 تعليقات:
السلام عليكم
حاولت الاستعانة ببعض السطور التى راقت لى فى تعليقى وجدتنى سأستعين بها كلها :)
شعرت بانسانية الكاتب وهدوء نفسه وروحة وتعمقه الشديد فى شعور الانسان و احساسه ومحاولته لمس جراحات البشر واعجبنى جدا استعراضك للعمل
بارك الله فيك اختى الحبيبة ودائما تحتضنى الجميع تحت سماءك الدافئة وبين ( ضلوعك ) الحنونة
دمت بخير وشكرا لك للتنويه عن كاتبنا الرائع
تحياتى بحجم السماء
بستمتع جدا بتعليق حضرتك على اى كتاب
لما بكون قرأته من فترة برجع اقراه تانى معاكى
ولو مقرتهوش بغير وبحاول اقراه بسرعه :)
ولازلت منتظرة كتابى :)
دمت بخير وطمنينى على حضرتك
صباح الخير ياست الكل وحبيبة قلبنا:
أنا اتفجأت النهاردة ببوستك عن عملى سنرجع يوما وكلماتك عن قصصه كلها بتسعدنى وبتنير لي طريق للاستمرار وشكرا على تشجيعك ومساندتك ليا فى كل خطواتى... على فكرة بعتلك رسايل كتيرة على الفيس بس واضح انك مش بتدخلى هناك خالص.. أنا رجعت القاهرة من فترة ونفسى اكلمك وندردش كتير بس رقمك الجديد تاه منى فى لغبطة فى التليفونات.. هاستنى منك رسالة فيها رقمك الجديد لأنك وحشانى كتير.. شكرا تانى على تشجيعك وكلامك الجميل لأنى مااحدش قرأ العمل واللا عرفنى رأيه فيه إلا القليل جدا ويجوز ده لأنه مش موجود فى المكتبات فعلا وأكيد فى مشكلة فى توزيع الأعمال مع الدار وربنا يوفقهم فى الأعمال الكثيرة للزملاء وأتمنى لو حد عايز نسخة ويعمل تواصل معي وأنا أبعته ليه .. لأنى فعلا محتاج أعرف رأي الجميع فيه.. شكرا ياماما وهاستنى أكلمك.... سلام
روح القلب والروح..لولتي..
مازلت اتلفت كل حين علني أجد ذلك الضوء الذي يضوي من بعيد فيضيء مدونتي فلا أجد سوى تعليقاتك الساحرة التي تضفي على المكان سحر من نوع خاص يؤنسني ويجالسني فأتمنى أن يتسع المكان لجلسة من نوع خاص مع كوبين من النسكافيه لأجلس مع انسانة رقيقة المشاعر مثلك ..لولااشكرك وتحية لكي بحجم السماء
رؤياي العذبة الجميلة الرقيقة ..أظنني وعدت فأوفيت ولكن يتبقى لكي أسف لأني تأخرت قليلاً في عرض كتابك وأنا الآن في عرضك انتي أن تصفحي عني وتسامحيني فأنا لم أتأخر عنك أو عن غيرك إلا لظروف خاصة شغلتني عن عشقي للقراءة قليلاً ولكني عدت وبإرادة قوية لأنهي الواجب اللي عليّ..وسوف يدهشكم حجم وكمية الكتب التي سأتناولها تباعاً ..ولكني اقولك سر كتابك مهما قلت عنه لازم يُقرا..لإني مجرد باعمل إضاءة للمرور عبر صفحاته ..وفقك الله لخطوات قادمة ثابتة ومتميزة دائماً في عالم الكتابة إن شاء الله ..
إبني العزيز دكتور صابر ..اتاري مصر كلها منورة ..والله يا دكتور انا اصلي قريت كتابك حوالي 3 مرات من حبي لسردك السهل الممتنع ..وبعدين قلت لازم بقى ما أحليش لوحدي لازم الكل يحلي معايا وعشان كده عرضت له واتمنى اكون وفيته حقه دون خلل وفي نفس الوقت تركت فرصة لمحبي القراءة ومحبي دكتور صابر أن يقتنوا الكتاب ..وأنا التي أشكرك على الحالة المزاجية الرائعة التي عيشتني فيهاوالتي كانت تنقلني من حالة لأخرى في خلسة من الزمن وكأن هناك سحر مابين السطور..أقول إيه دلوقتي حايقولوا شهادتي مجروحة عشان انت ابني ..طيب اقول إيه الكتاب وحش أوعوا تشتروه ولو اشتريتوه اوعوا تقروه ..مرة واحدة ..اقروه اكتر من مرة ...هههههههههههههههههههههه..تحياتي
إرسال تعليق